قبيلة السادة البكارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع قبيلة السادة البكارة تهتم بالعشائر والأنساب وما يتعلق بها


2 مشترك

    الفروسية عند العرب

    زين الاوصاف
    زين الاوصاف
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 174
    تاريخ التسجيل : 25/05/2011
    العمر : 47

    الفروسية عند العرب Empty الفروسية عند العرب

    مُساهمة  زين الاوصاف الأحد يونيو 12, 2011 2:37 pm

    الفروسية عند العرب


    فن ركوب الخيل ، وهي لا تقتصر على مهارة الفارس في ثباته على ظهر الحصان ، بل تشمل جانباً آخر معنوياً . يتمثل هذا الجانب في روح الفروسية بكل ما يحمله هذا المفهوم من قيم وأخلاق . وتمثل الفروسية مظهراً طبيعياً من مظاهر حياة العربي منذ جاهليته . فنتيجة لظروف طبيعية واجتماعية واقتصادية ، ونتيجة لما كان يشعر به من تحدي الآخرين ، اتخذ الفروسية وسيلة لمقابلة هذه التحديات .



    حاجة العرب للفروسية :
    ارتبطت الفروسية بالحرب منذ أن وعى الإنسان دور الخيل فيها . وأيام العرب حافلة بحروب قامت بسبب عوامل تتعلق بطبيعة الحياة الصحراوية ، بما فيها من قسوة المناخ ، وطبيعة الفكر العربي المتمثل في حب القبيلة ، وحماية الجار ، والأخذ بالثأر . ونتيجة لتعود البدوي على حالة تأهب لمواجهتها . ولقد كانت القوة شرطاً من شروط وجود الإنسان ، وعاملاً من العوامل التي تؤدي دورها الفاعل في مجتمعه ؛ لذا كان الفارس مكرمة من مكارم قومه ، ومفخرة من مفاخرهم ، يعتزون به ، ويشيدون ببطولته ، فهم قائمون بالمدافعة عن أنفسهم ، لا يَكلُونها إلى سواهم ، ولا يثقون فيها بغيرهم . إن طبيعة البيئة وطبيعة الحياة الاجتماعية جعلتا العربي فارساً بالضرورة ؛ لأن الفروسية عنصر مهم من عناصر حياة العربي ، بل تمثل العنصر الحيوي فيها ، فتكون الفروسية بذلك ظاهرة طبيعية في حياة العربي ينشأ عليها ويعايشها طوال حياته .

    خصائص الفروسية عند العرب :
    الفروسية ليست قاصرة على السادة ، إنما هي حقٌ لكل عربي ، بغض النظر عن مركزه الاجتماعي . والفارس الكامل في نظر العرب هو مَن يحمي الضعيف من القوي ، وينصر المظلوم على الظالم ، ولا يُحجم عن إزالة المظالم أياً كان مرتكبها . وهو مَن يفتح صدره للبائسين ، ويمد ذراعيه لخدمة الضعيف ، ويتطوع لمحاربة الشر . ومن تقاليد الفروسية معاملة الأسرى بالحسنى ، وهذا يصور مدى الشهامة والسمو الإنساني في معاملة شخص يقع تحت رحمة شخص آخر أقوى منه ، قادر عليه ولكنه يرفق به ، ويحسن إليه .

    فنون الفروسية العربية :
    كانت العرب تدرب أبناءها منذ الصغر على ركوب الخيل وحمل السلاح . وكانت الفروسية لا تتأنى إلا بالتجربة الحربية الطويلة ، والممارسة الفعلية لقيادة المعارك . وكانت أغلب القبائل العربية تستعمل أسلوب الكر والفر ، طريقة للقتال ، وهذا ما وصفه امرؤ القيس بقوله :
    مُكرٌ مُفرٌ مُقبلٌ مُدبرٌ معاً ::~:: كجلمودِ صخرٍ حطّهُ السيلُ من عَلِ
    غير أن طريقة القتال تختلف من قبيلة لأخرى ؛ فهناك من يعتمد على الإغارة وآخرون يعتمدون على التنظيمات .



    ملابس الفرسان العرب :
    كان المقاتلون من الفرسان العرب يلبسون الدروع لحمايتهم من الطعن ، وغالباً ما تكون هذه الدروع طويلة واسعة ، يسحبها الفارس سحباً ، وهي ساترة لمعظم الجسم فيبدون وهم يرتدونها كالسيول لكثرتها ، ولما كسبته من لون جديد . غير أن الفرسان العرب كانوا يتفاوتون في استعمال الدروع ؛ فهناك من يلبس درعين ، حيث كان كبار القواد يلبس أحدهم درعين أحدهما فوق الآخر ، زيادة في الحيطة والتوقي . وهناك من يلبس الدرع بلا أكمام لتسهيل حركة اليد عند الطعن أثناء القتال . وهناك من يترك الدرع لشدة اعتزازه بشجاعته ، ويرى أن الفارس الحق هو الذي يعتمد على سيفه دون أي سلاح ؛ لخفة حمله وسرعة طعنه .

    علامات وشعارات الفرسان العرب :
    كان بعض الفرسان يعلمون عن أنفسهم بعلامة ، ولكن الغالب على الفرسان أنهم كانوا يكرهون أن يُعرفوا ، غير أن قسماً منهم كان يُعلم عن نفسه باستخدام إشارات خاصة ، كرفع العلم أو بارتداء عمامة ذات لون مميز ؛ ليدل على نفسه ومكانه . وقد رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى جنوده المحاربين راية من الحرير الأسود ، بمثابة علم ، سماها العقاب ، وعهد بها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
    واستعمل العرب نوعاً آخر من الإشارة ، يسمى الشعار يتمثل في الاتفاق حول ألفاظ يتنادون بها أثناء المعركة ؛ على أن هذه الألفاظ لم تكن معينة . وإنما هي مصطلحات يتفقون عليها حسب مقتضى الحال . فكان شعار الأحزاب في غزة أحد ( يا لِلعزى يا لِهبل ) ، وشعار أصحاب رسول الله صلى الله عليك وسلم ( أمتْ أمتْ ) . وكان شعار تنوخ في الحيوة يا ( يا آل عباد الله ) وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل من المهاجرين والأنصار شعاراً . فكان شعار المهاجرين ( يا بني عبد الرحمن ) ، وشعار الأوس ( يا بني عبيد الله ) ، وشعار الخزرج ( يا بني عبد الله ) .

    الفروسية في الإسلام :
    جاء الإسلام والعرب يمارسون الفروسية ، ويفخرون بها ، ويتباهون بإتقانها ، فأقرّ الإسلام الفروسية ، وشجع العرب على ممارستها ؛ ذلك لأن الإسلام جعل الجهاد فريضة ماضية على المسلمين إلى يوم القيامة . وكانت الفروسية أهم وسائل الجهاد حينئذٍ ؛ حيث كانت من أظهر ما يكشف عن قوة المقاتلين ، فدعا الله المؤمنين إلى أن تكون الخيل أبرز أسلحتهم في الحرب .

    إعداد الخيل للجهاد :
    أمر الله تعالى المؤمنين بإعداد أنفسهم بالعُدة والسلاح ؛ للقاء العدو فقال : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ } [ الأنفال : 60 ] . ورباط الخيل ، هو ربطها ، ورعايتها إلى حين الحاجة إليها في القتال . وقد روى البخاري في صحيحه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَن احتبس فرساً في سبيل الله ، إيماناً بالله ، وتصديقاً بوعده ، فإن شِبع ، وريّه وروثه ، وبوله ، في ميزانه يوم القيامة " رواه البخاري ، أي يوضع في ميزان حسناته ، والمراد بالحبس في الحديث الشريف ، إعداد الفرس للجاهد في سبيل الله .



    التدريب على الفروسية :
    هذّب الإسلام الفروسية ، ووجهها الوجهة الصالحة ، حين سخّرها لخدمة الدين ، وبرأها من القومية والعصبية ، وجعلها بأنواعها المختلفة جهاداً في سبيل الله . وكان المسلمون يتدربون على الفروسية وسيلة من وسائل الجهاد . وكانوا يمارسونها حتى يتقنوها ويجيدوا ممارستها . وأفرد المسلمون ساحات يتبارى فيها المتسابقون ، وحدد رسول الله صلى الله عليه وسلم مضماراً للخيل التي أضمرت ، ومضماراً للخيل التي لم تُضمر . فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله أنه قال : أجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع ، وأجرى ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق . فمن الحيفاء إلى ثنية الوداع هو مضمار الخيل التي أُضمرت ، وتترواح تلك المسافة بين 5,8 كم وَ 12 كم تقريباً . وأما التي لم تُضمر فكان مضمارها من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق وتبلغ هذه المسافة 5,1 كم تقريباً ، وكان ابن عمر من المتسابقين في تلك المباريات . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتهز كل فرصة ممكنة ليسابق بن الخيل ، سواء كان ذلك في المدينة والمسلمون لم يتهيأوا للحرب ، أم خارجها وهو راجعون من الغزو .

    تضمير الخيول :
    الخيل الضامرة أقدر من غيرها على السرعة ، وتحمل المشاق ، وأجمل منظراً ، وأبهى مخبراً . ويتضمن تضمير الخيل وترويضها ، وتطبيعها بالطباع الحسنة ، وتعويدها النظام ، وتقوية عضلاتها ، وإذابة شحمها .
    م. شاهين الظاهر
    م. شاهين الظاهر
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 257
    تاريخ التسجيل : 06/06/2011

    الفروسية عند العرب Empty رد: الفروسية عند العرب

    مُساهمة  م. شاهين الظاهر الأربعاء يوليو 20, 2011 6:07 am

    الفروسية عند العرب Ouarsenis-5a25e16451

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 1:53 am