الم وأعلام ونضالات في الجزيرة والفرات في العصر العثماني
معالم وأعلام ونضالات في الجزيرة والفرات
في العصر العثماني
كلمة لا بد منها
التاريخ في أية منطقة من مناطق وطن ما ، هو تاريخ للوطن وللشعب كله ، ومن هذا الفهم أرخنا لمنطقة الجزيرة ووادي الفرات( لواء الزور ) مؤمنين بما نحمله من قناعة فكرية أسلفناها ، ومقتنعين بأننا نستذكر جزءاً من تاريخ أمتنا العربية .
معالم وأعلام ونضالات في الجزيرة والفرات في العصر العثماني
وفي البحث التاريخي حالات اجتهادية ، كما فيه حالات تجميعية ووصفية وحالات تحليلية ، ولإبراز الصور المتعددة في عمليات البحث والاجتهاد يضع الباحث نصب عينيه غايات عدة ، وكلما استطاع أن يربط بين هذه الحالات والغايات – وذلك لإثارة التساؤل عن الكيفية التي تم التوصل بها إلى الحلول من جهة ، واستنباط المواقف السليمة لإتباعها ، والاستدلال على المواقف غير السليمة للابتعاد عنها من جهة أخرى – يكون قد توصل إلى ما يريد من عملية البحث .
إن من يعتقد أن التاريخ ماضٍ وانتهى ، يكون قد ابتعد كثيراً عن جادة الحقيقة والصواب ، فالتاريخ حركة حية صراعية فيها من الماضي الكثير من العبر والوقائع التي تظل على الدوام أنموذجاً يحتذى ، مثلها مثل الحاضر الذي تملأه الأحداث اليومية المليئة بالرؤى الآملة بالوصول إلى برّ الأمان ، ومن الاستدلال الذي يصل إليه قارئ التاريخ ، قد يتوصل إلى استنتاج ما يجعله مشدوهاً أمام ما يراه من مواقف وعبر وشواهد ودلائل تدفع به للتساؤل مع ذاته : هل سيذكر التاريخ هذا .. ؟
أجل إن التاريخ الذي يكتبه المحايدون ، لا بدّ أن يبرز الحقائق تلميحاً أم تصريحاً أما القراء ، يذكر النجاح وأسبابه ، فيستدل المرء على أسباب الفشل الذي كان وكيف تمت معالجته ، يقرأ الغنى والفقر ، فكتشف من أين أتى هذا المال ؟ وكيف ؟ كما يكتشف الوسيلة التي لجأ إليها بعض الأغنياء ، وكيف أثرى بعضهم الآخر ، وكيف عاش السواد الأعظم من الشعب تحت سوط القهر والظلم والجوع ، من جراء الاستغلال الذي مارسه القوي على الضعيف فيكتشف أشياء وأشياء .
بعد أن صدر مؤلفنا الأول – لواء الزور إدارياً وسياسياً – اتصل بنا كثير من القراء ، والتقينا مع بعضهم الآخر ، وقد طلب بعضهم أن نكتب كل ما نعرف وعلى وجه الخصوص الإساءات لبعض الناس ، فقلنا لهم : التاريخ ليس مجالاً للإساءة يا سادة ….؟
وعندما صدر كتابنا الثاني – لواء الزور اجتماعياً واقتصادياً – والذي ضم أبحاثاً تحليلة في الاقتصاد ، وبما يضمن رسم صورة صحيحة نسبياً في هذا المجال بالإضافة إلى التحليل الاجتماعي من حيث البنية والتركيب وآلية التطور ، والذي نال إعجاب معظم الباحثين المختصين ، فوجئنا بتركيز بعض من اطلع عليه ومن حملة الشهادات ببلدنا على مسألة البنية العشائرية فقط ، ففهمنا عمق ما وصل إليه بعضهم ونحن في نهايات القرن العشرين .
وها نحن بعون الله نضع اللمسات الأخيرة على المرحلة العثمانية نسبياً بصدرو كتابنا الثالث هذا في مسألة التأريخ للمنطقة ، لتكتمل الثلاثية فيه ، وحن على قناعة بأننا قد أشرنا إلى جانب من الحقيقة ، ولم نصل إليها كاملة ، ويظل الوصول إلى الحقيقة مسألة نسبية ، وحيث أننا نؤمن بهذا ، فإننا نعترف بالنقص في بعض المواضيع والتي إذا ما استكملناها مستقبلاً فسندرسها في مقدمة ما سنصدره من تاريخ في نضالات النصف الأول من القرن العشرين إن شاء الله – كان هنالك بعض الخطوط لانجاز الكتاب السابق ذكره ولكن المنون عاجلت الراحل رحمه الله فلم يكتب شيء منه يمكن ذكره –إدارة الموقع – -
وحيث أنه قد تم ظلم وعسف وجور وألم وامتهان لحقوق الناس في هذه المرحلة التاريخية ، وجرت من القصص فيها الكثير ، فقد صورنا أشكالاً من هذه الحالات عبر مجموعتين قصصيتين ، صدرت منها المجموعة الأولى بعنوان – شذرات للبنفسج والفرات – أما الثانية والتي هي بعنوان – حوارية الفرات والغرب – فنأمل من الله صدورها في مطلع القرن القادم ، على اعتبار أن العام 2000 هو نهاية القرن العشرين تماماً برأينا .
حسبنا أننا قد ابتدأنا الطريق في العصر العثماني واجتهدنا ، والمجتهد له أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب ، ونعتذر عن عدم ذكر بعض الأعلام ، على الرغم من أننا لا نتحمل المسؤولية في ذلك لوحدنا ، فقد نشرنا في جريدة تشرين وعبر التلفزة بأننا نبغي استكمال الثلاثية بمعلومات ، شريطة أن تكون هذه المعلومات موثقة وشاملة وليست ذات طابع مغرق في الخصوصية ، وكقد كتبنا بعض ما جاءنا بلا إغراق ، لأننا نكتب لمجتمع وليس لشخص بعينه ، وقد جاءت الكتابة عن كل من كتبنا عنهم تحت غاية هادفة لتمثيل ظاهرة اجتماعية كان لها دورها تاريخياً .
ثمة مسألة أخرى لا بدّ أن أشير إليها : في ذات مرة قال لي أحد أصدقائي ونحن في طريق العودة من دمشق ، وكنت حينها أقرأ في مرجع تاريخي :
(( بالأمس شاهدت صورة رئيس وزراء العدو مع الكومبيوتر ، ونحن لا نزال نقلب في صفحات التاريخ ونكتب ، فمتى ننتهي من هذا ، وما فائدة التاريخ ؟! ))
ألمني حديث صديقي فقلت له : سترى الرد على ذلك في مطلع مؤلفنا الجديد عن التاريخ ، وها أنذا أقول له :
يا صديقي … من لا جذر له لا حاضر له ولا مستقبل ، وتاريخنا العربي المغرق في القدم والمليء بالمواقف الخلاقة والمبنية على مبادئ التكافؤ والمساواة والتي شكلت لنا هوية يحرص الغرب على إلغائها ، تجعلنا شديدي الحرص على تاريخنا ، وتتطلب منا التعلق الكبير به ونحن حين نكتب التاريخ أو نقرأه ، لا من أجل الافتخار أو من أجل البكاء على الأطلال ، ولكن لربط الماضي بالحاضر والشخوص منه نحو المستقبل ، ولنفهم ما يحيكه نظام العولمة الجديد لنا والهادف إلى إلغاء هويتنا بالدرجة الأولى .
ثمة أمر آخر لا بد أن ندركه جيداً ونعيه ، وهو أن عدونا أكثر الشعوب تعلقاً بتاريخهم الموهوم ، فلم لا نعود للتاريخ أيها الصديق الذي أتشرف بصداقته ووعيه ، على الرغم من اختلاف الرؤية بيننا ، ونأمل لجيلنا الجديد ، ولرجالنا ونسائنا التعلق الكبير بما نملك من هوية ، وعدم الإغراق في عمليات الاغتراب أو التعصب الأعمى .
وإذ أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، وأن قناعتنا التي استمديناها من الواقع والفكر معاً كانت وراء كل أمر طرحناه ، وإذ أن الرأي حق مشروع للجميع ، وأن هذا الرأي تعبير عن صاحبه حتماً ، فنأمل أن نكون قد ما رسنا حقنا .
والله من وراء القصد
الباحث الراحل عمر صليبي
ولتحميل الكتاب
http://www.4shared.com/file/17868654.../________.html[/size]
[b]
معالم وأعلام ونضالات في الجزيرة والفرات
في العصر العثماني
كلمة لا بد منها
التاريخ في أية منطقة من مناطق وطن ما ، هو تاريخ للوطن وللشعب كله ، ومن هذا الفهم أرخنا لمنطقة الجزيرة ووادي الفرات( لواء الزور ) مؤمنين بما نحمله من قناعة فكرية أسلفناها ، ومقتنعين بأننا نستذكر جزءاً من تاريخ أمتنا العربية .
معالم وأعلام ونضالات في الجزيرة والفرات في العصر العثماني
وفي البحث التاريخي حالات اجتهادية ، كما فيه حالات تجميعية ووصفية وحالات تحليلية ، ولإبراز الصور المتعددة في عمليات البحث والاجتهاد يضع الباحث نصب عينيه غايات عدة ، وكلما استطاع أن يربط بين هذه الحالات والغايات – وذلك لإثارة التساؤل عن الكيفية التي تم التوصل بها إلى الحلول من جهة ، واستنباط المواقف السليمة لإتباعها ، والاستدلال على المواقف غير السليمة للابتعاد عنها من جهة أخرى – يكون قد توصل إلى ما يريد من عملية البحث .
إن من يعتقد أن التاريخ ماضٍ وانتهى ، يكون قد ابتعد كثيراً عن جادة الحقيقة والصواب ، فالتاريخ حركة حية صراعية فيها من الماضي الكثير من العبر والوقائع التي تظل على الدوام أنموذجاً يحتذى ، مثلها مثل الحاضر الذي تملأه الأحداث اليومية المليئة بالرؤى الآملة بالوصول إلى برّ الأمان ، ومن الاستدلال الذي يصل إليه قارئ التاريخ ، قد يتوصل إلى استنتاج ما يجعله مشدوهاً أمام ما يراه من مواقف وعبر وشواهد ودلائل تدفع به للتساؤل مع ذاته : هل سيذكر التاريخ هذا .. ؟
أجل إن التاريخ الذي يكتبه المحايدون ، لا بدّ أن يبرز الحقائق تلميحاً أم تصريحاً أما القراء ، يذكر النجاح وأسبابه ، فيستدل المرء على أسباب الفشل الذي كان وكيف تمت معالجته ، يقرأ الغنى والفقر ، فكتشف من أين أتى هذا المال ؟ وكيف ؟ كما يكتشف الوسيلة التي لجأ إليها بعض الأغنياء ، وكيف أثرى بعضهم الآخر ، وكيف عاش السواد الأعظم من الشعب تحت سوط القهر والظلم والجوع ، من جراء الاستغلال الذي مارسه القوي على الضعيف فيكتشف أشياء وأشياء .
بعد أن صدر مؤلفنا الأول – لواء الزور إدارياً وسياسياً – اتصل بنا كثير من القراء ، والتقينا مع بعضهم الآخر ، وقد طلب بعضهم أن نكتب كل ما نعرف وعلى وجه الخصوص الإساءات لبعض الناس ، فقلنا لهم : التاريخ ليس مجالاً للإساءة يا سادة ….؟
وعندما صدر كتابنا الثاني – لواء الزور اجتماعياً واقتصادياً – والذي ضم أبحاثاً تحليلة في الاقتصاد ، وبما يضمن رسم صورة صحيحة نسبياً في هذا المجال بالإضافة إلى التحليل الاجتماعي من حيث البنية والتركيب وآلية التطور ، والذي نال إعجاب معظم الباحثين المختصين ، فوجئنا بتركيز بعض من اطلع عليه ومن حملة الشهادات ببلدنا على مسألة البنية العشائرية فقط ، ففهمنا عمق ما وصل إليه بعضهم ونحن في نهايات القرن العشرين .
وها نحن بعون الله نضع اللمسات الأخيرة على المرحلة العثمانية نسبياً بصدرو كتابنا الثالث هذا في مسألة التأريخ للمنطقة ، لتكتمل الثلاثية فيه ، وحن على قناعة بأننا قد أشرنا إلى جانب من الحقيقة ، ولم نصل إليها كاملة ، ويظل الوصول إلى الحقيقة مسألة نسبية ، وحيث أننا نؤمن بهذا ، فإننا نعترف بالنقص في بعض المواضيع والتي إذا ما استكملناها مستقبلاً فسندرسها في مقدمة ما سنصدره من تاريخ في نضالات النصف الأول من القرن العشرين إن شاء الله – كان هنالك بعض الخطوط لانجاز الكتاب السابق ذكره ولكن المنون عاجلت الراحل رحمه الله فلم يكتب شيء منه يمكن ذكره –إدارة الموقع – -
وحيث أنه قد تم ظلم وعسف وجور وألم وامتهان لحقوق الناس في هذه المرحلة التاريخية ، وجرت من القصص فيها الكثير ، فقد صورنا أشكالاً من هذه الحالات عبر مجموعتين قصصيتين ، صدرت منها المجموعة الأولى بعنوان – شذرات للبنفسج والفرات – أما الثانية والتي هي بعنوان – حوارية الفرات والغرب – فنأمل من الله صدورها في مطلع القرن القادم ، على اعتبار أن العام 2000 هو نهاية القرن العشرين تماماً برأينا .
حسبنا أننا قد ابتدأنا الطريق في العصر العثماني واجتهدنا ، والمجتهد له أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب ، ونعتذر عن عدم ذكر بعض الأعلام ، على الرغم من أننا لا نتحمل المسؤولية في ذلك لوحدنا ، فقد نشرنا في جريدة تشرين وعبر التلفزة بأننا نبغي استكمال الثلاثية بمعلومات ، شريطة أن تكون هذه المعلومات موثقة وشاملة وليست ذات طابع مغرق في الخصوصية ، وكقد كتبنا بعض ما جاءنا بلا إغراق ، لأننا نكتب لمجتمع وليس لشخص بعينه ، وقد جاءت الكتابة عن كل من كتبنا عنهم تحت غاية هادفة لتمثيل ظاهرة اجتماعية كان لها دورها تاريخياً .
ثمة مسألة أخرى لا بدّ أن أشير إليها : في ذات مرة قال لي أحد أصدقائي ونحن في طريق العودة من دمشق ، وكنت حينها أقرأ في مرجع تاريخي :
(( بالأمس شاهدت صورة رئيس وزراء العدو مع الكومبيوتر ، ونحن لا نزال نقلب في صفحات التاريخ ونكتب ، فمتى ننتهي من هذا ، وما فائدة التاريخ ؟! ))
ألمني حديث صديقي فقلت له : سترى الرد على ذلك في مطلع مؤلفنا الجديد عن التاريخ ، وها أنذا أقول له :
يا صديقي … من لا جذر له لا حاضر له ولا مستقبل ، وتاريخنا العربي المغرق في القدم والمليء بالمواقف الخلاقة والمبنية على مبادئ التكافؤ والمساواة والتي شكلت لنا هوية يحرص الغرب على إلغائها ، تجعلنا شديدي الحرص على تاريخنا ، وتتطلب منا التعلق الكبير به ونحن حين نكتب التاريخ أو نقرأه ، لا من أجل الافتخار أو من أجل البكاء على الأطلال ، ولكن لربط الماضي بالحاضر والشخوص منه نحو المستقبل ، ولنفهم ما يحيكه نظام العولمة الجديد لنا والهادف إلى إلغاء هويتنا بالدرجة الأولى .
ثمة أمر آخر لا بد أن ندركه جيداً ونعيه ، وهو أن عدونا أكثر الشعوب تعلقاً بتاريخهم الموهوم ، فلم لا نعود للتاريخ أيها الصديق الذي أتشرف بصداقته ووعيه ، على الرغم من اختلاف الرؤية بيننا ، ونأمل لجيلنا الجديد ، ولرجالنا ونسائنا التعلق الكبير بما نملك من هوية ، وعدم الإغراق في عمليات الاغتراب أو التعصب الأعمى .
وإذ أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، وأن قناعتنا التي استمديناها من الواقع والفكر معاً كانت وراء كل أمر طرحناه ، وإذ أن الرأي حق مشروع للجميع ، وأن هذا الرأي تعبير عن صاحبه حتماً ، فنأمل أن نكون قد ما رسنا حقنا .
والله من وراء القصد
الباحث الراحل عمر صليبي
ولتحميل الكتاب
http://www.4shared.com/file/17868654.../________.html[/size]
[b]